كيف ستوقف الحرب الكورية صناعة التكنولوجيا في العالم أجمع؟
التاريخ 1438-08-17 11:45 صباحًا
وكالات - نبض الشمال :
تعتمد شركة "إل جي ديسبلاي" التي تعد أكبر مُصنع للشاشات في العالم في إنتاجها لشاشات "OLED" من خلال تقنية " الصمام الثنائي العضوي الباعث للضوء" وهي تكنولوجيا متقدمة تقدم صورة أفضل من شاشة الكريستال السائل "LCD" على مصنعها الرئيسي الذي يعد الأكبر في العالم لإنتاج الشاشات في مدينة "باجو" الكورية الجنوبية، حيث أعلنت الشركة في أواخر عام 2015 أنها تخطط لإنفاق أكثر من 10 تريليونات وون كوري جنوبي (8.9 مليار دولار) لزيادة الاستثمار في المصنع، ولكن هناك مشكلة واحدة حيث يقع المصنع على بعد 15 دقيقة فقط بالسيارة من المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين.
وتناول تقرير لـ"بلومبرج" مدى تأثير التوتر في شبة الجزيرة الكورية على الشركات الكورية الجنوبية.
على خط النار
- هذا القرب يضع سكان "باجو" البالغ عددهم 442 ألف نسمة ومصنع "إل جي" كهدف سهل لمدفعية كوريا الشمالية.
- يقول "هان سونج هي" قائد فريق الدفاع المدني في المدينة "نحن بالطبع نتأثر نفسيا عندما تشير تقارير إعلامية إلى أنه يمكن أن يكون هناك استفزاز من قبل الشمال".
- تضم "باجو" 149 مأوى مجهزا بأقنعة واقية من الغاز ومرافق للطبخ وأنظمة تدفئة وتبريد أكبرها يمكن أن يستوعب 200 شخص ويقول هان: "إنها ملاجئ مؤقتة حيث يمكن أن يختبئ الناس فيها لمدة 24 إلى 48 ساعة، إنها مصممة للحرب الجزئية وليس الحرب الشاملة".
- تسلط الأزمة حول البرنامج النووي لكوريا الشمالية الضوء على مدى ضعف الشركات الكورية الجنوبية أمام تعرضها لهجوم من "بيونج يانج".
- من بين الموجودين في منطقة اقتصادية خاصة تبعد حوالي 25 ميلا من الحدود اثنان من أبرز صناع الأدوية في كوريا الجنوبية وهما شركة "سامسونج بيولوجيكس" وشركة "سيلتريون".
- يقع مصنع "كيا موتورز" على نفس المسافة تقريبا من الحدود ويوظف 5200 شخص، أو 15 % من القوى العاملة في صناعة السيارات.
- إلى جانب سول التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة، يمكن أن تصبح تلك المواقع التجارية بسرعة أهدافا للصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى التي اختبرها النظام الحاكم في "بيونج يانج" في السنوات الأخيرة.
قال جون بلاكسلاند، الأستاذ ورئيس مركز الدراسات الإستراتيجية والدفاع في الجامعة الوطنية الأسترالية "نحن نعلم أن قوات كوريا الشمالية على وشك القيام بهجوم سريع ضد كوريا الجنوبية وإن الضربات ضد سول وغيرها من المدن الكبرى سيكون لها تأثير كارثي .
أهمية كوريا الجنوبية لصناعة التكنولوجيا في العالم
- تنتج صناعة الرقائق في كوريا الجنوبية ما يقرب من ثلثي أشباه الموصلات المستخدمة في إنتاج رقائق الذاكرة في العالم، وذلك بفضل الدور المهيمن لشركة "سي كي هاينكس" و"سامسونج".
- تورد شركة "سامسونج" رقائق لشركة "كوالكوم" أكبر صانع في العالم لأشباه الموصلات المستخدمة في الجوالات.
- قال "سو كيوم كيم" نائب رئيس شركة "آي دي سي" للأبحاث "إذا تعرضت كوريا الجنوبية لهجوم صاروخي سوف يتوقف كل إنتاج الإلكترونيات في العالم".
- حوالي 12 % من موردي شركة "آبل" شركات من كوريا الجنوبية، وتعتبر الشركة الأمريكية أكبر زبائن "إل جي ديسبلاي" وقد تصبح أكثر اعتمادا على الصادرات الكورية عند استخدام شاشات "OLED" في جهازها "آي فون 8" الجديد.
- قال "ألبيرتو مول" وهو محلل في شركة "سانفورد بيرنشتاين" إن المصانع الكورية الجنوبية تنتج نحو 40 % من شاشات الكريستال السائل في العالم، وتقريبا كل شاشات "OLED" .
ليس فقط صناعة التكنولوجيا
- شركات التكنولوجيا ليست الوحيدة التي قد تتعرض لخطر القصف حيث تعد كوريا الجنوبية موطنا لأكبر ثلاث شركات في بناء السفن في العالم وهي "دايو" لبناء السفن والهندسة البحرية، وشركة "هيونداي" و"سامسونج " للصناعات الثقيلة.
- تقوم كل من "دايو" و"هيونداي" ببناء سفن حربية وغواصات للجيش الكوري الجنوبي، مما يجعل أحواض بناء السفن من بين الأهداف الأولى للصواريخ الكورية الشمالية.
-كما أن الشركات هي أكبر الموردين في العالم للناقلات التي تحمل الغاز الطبيعي المسال بعد أن سلمت 191 سفينة من أصل 229 سفينة تم إطلاقها منذ عام 2008 ومع ارتفاع إنتاج الغاز الطبيعي المسال، قد يحتاج العالم إلى حوالي 180 شاحنة أخرى بحلول عام 2030.
كل الشركات في كوريا الجنوبية معرضة للخطر
- حتى الشركات متعددة الجنسيات الكورية الجنوبية مثل شركة "هيونداي موتورز" وشركة صناعة الصلب "بوسكو" التي لديها مصانع بالقرب من الطرف الجنوبي من شبه الجزيرة الكورية، بعيدا عن المنطقة المجردة من السلاح، سيكون من الصعب تصدير منتجاتها في حالة نشوب حرب، مما يجعل الشحن صعبا أو مستحيلا.
- يقول "دينيس هالبين"، الباحث في المعهد الأمريكي الكوري بجامعة "بول هوبكينز" " إن سفن الشحن ستكون حذرة من الإبحار إذا كانت هناك صواريخ وسيتم إغلاق المحيط الهادئ أمام التجارة العالمية".
- يوجد في آسيا تسعة من أكثر عشرة منافذ للحاويات ازدحاما في العالم، بما في ذلك "بوسان" في كوريا الجنوبية.
- تعلمت عدة أجيال من الكوريين الجنوبيين أن يعيشوا مع التهديد بشأن هجوم من الشمال، حيث إن التدريبات الطارئة التي كانت تجرى عدة مرات في السنة الآن تجرى مرة واحدة سنويا.