بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى وبعد...ففي يوم الأحد الموافق 1442/5/26هـ فُجعت قلوبنا بوفاة الرجل الذي ضرب أروع الأمثلة في مواقفه مع الناس، الشيخ سويلم بن حريثان العتيقي الشراري أحسن الله عزاءنا وعزاء أهل طبرجل خاصة وعزاء الشمال عامة وعزاء أهله ومحبيه بوفاته ورحيله فلقد عرفناه رأساً من رؤوس الخير عُرف فيه الصدق والإخلاص وقضاء حوائج الناس عاملاً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم : "خير الناس أنفعهم للناس" عُرف فيه سماحة الأخلاق وطيب النفس وسعة الصدر وسلامته، عرفنا فيه الإبتسامة ورجاحة العقل عرفنا فيه التواضع ولين الجانب عرفنا فيه الشهامة ومعادن الرجال الأصيلة التي نشأ عليها وصقلتها سِيَر الصالحين عرفنا فيه الجود والكرم والسجية الطيبة عرفنا فيه سهولة النفس وعفوية الطبع كان رحمه الله هيّنًا ليّنًا مع الكبير والصغير والبعيد والقريب كان لا يكل ولا يمل في سعيه بحاجة المسلم بل حتى في مرضه يجاهد نفسه في خدمة الناس فهناك أبيات تذكرتها وهي قول الشاعر :
مَن يَفعَلِ الخَيرَ لا يَعدَم جَوازِيَهُ = لا يَذهَبُ العُرفُ بَينَ اللَهِ وَالناسِ
وقول الشافعي :
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻬﻢ = ﻭﺍﻟﻌﺴﺮ ﻭﺍﻟﻴﺴﺮ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻭﺳﺎﻋﺎﺕُ
ﻭﺃﻛﺮﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺭﻯ ﺭﺟﻞٌ = ﺗﻘﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺣﺎﺟﺎﺕُ
ﻻ ﺗﻘﻄﻌﻦ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻋﻦ ﺃﺣــﺪٍ = ﻣـﺎ ﺩﻣـﺖ ﺗـﻘﺪﺭ ﻭﺍﻷﻳـﺎﻡ ﺗـــﺎﺭﺍﺕُ
ﻭﺍﺫﻛﺮ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺫ ﺟﻌﻠﺖ = ﺇﻟﻴﻚ ﻻ ﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺎﺟـــﺎﺕُ
ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﻗﻮﻡ ﻭﻣﺎ ﻣــﺎﺗﺖ ﻓﻀﺎﺋﻠﻬﻢ = ﻭﻋﺎﺵ ﻗﻮﻡ ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻣﻮﺍﺕُ
ﻭﺃﻛﺮﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺭﻯ ﺭﺟﻞٌ = ﺗﻘﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺣﺎﺟﺎﺕُ
ﻻ ﺗﻘﻄﻌﻦ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻋﻦ ﺃﺣــﺪٍ = ﻣـﺎ ﺩﻣـﺖ ﺗـﻘﺪﺭ ﻭﺍﻷﻳـﺎﻡ ﺗـــﺎﺭﺍﺕُ
ﻭﺍﺫﻛﺮ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺫ ﺟﻌﻠﺖ = ﺇﻟﻴﻚ ﻻ ﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺎﺟـــﺎﺕُ
ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﻗﻮﻡ ﻭﻣﺎ ﻣــﺎﺗﺖ ﻓﻀﺎﺋﻠﻬﻢ = ﻭﻋﺎﺵ ﻗﻮﻡ ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻣﻮﺍﺕُ
يعجز اللسان وتجف الأقلام عند سرد مواقفه النبيلة وفضائله العظيمة فلو استرسلنا بالكلام لطال بنا المقام، فنسأل الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يجعل قبره روضةً من رياض الجنة وأن يجعل أبناءه خير خلف لمن سلف.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.